
العناية ب المنطقة الحساسة، الأسئلة العشرة الأكثر شيوعًا
عندما نتحدث عن العناية بالمنطقة الحساسة، فإننا لا نتحدث فقط عن مسألة النظافة. بل بشكل عام عن الاهتمام بصحة المهبل لدى المرأة. تؤثر النظافة المهبلية غير السليمة على بنية الأنسجة المهبلية، والخصوبة، وحتى الرغبة الجنسية و/أو القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية. ما هي الصحة المهبلية وكيف يمكننا الحفاظ على المنطقة الحساسة في حالة مثالية؟
- كيف يجب أن أعتني بمنطقتي الحساسة؟
نقطة البداية هي فهم ”بنية المهبل“. الفرج هو خط الدفاع الأول لحماية الجهاز التناسلي من الالتهابات المحتملة، بينما المهبل هو القناة الليفية العضلية التي تمتد حتى عنق الرحم. يشكل الفرج والمهبل وحدة وظيفية مترابطة، بحيث يؤثر تغير أحدهما على الآخر.
تتميز بيئة هذه المنطقة التناسلية بارتفاع نسبة الرطوبة والمخاط ودرجة حموضة مناسبة تتراوح بين 3,8 و4,2 وبكتيريا خاصة بها. بعض العوامل مثل التعرق والحيض والجنس والنظافة والتلوث البولي البرازي أو مستحضرات العناية الشخصية يمكن أن ”تغير“ المنطقة الداخلية للمهبل. بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالتشريح والعمر والتقلبات الهرمونية، إلخ.
لذلك، إذا تحدثنا عن كيفية الحفاظ على النظافة الصحيحة للمنطقة، يجب أن نبدأ بتنظيف الفرج بلطف. وهو جانب أساسي من النظافة الحميمة للمرأة والصحة الفرجية المهبلية بشكل عام. تمنع النظافة اليومية للفرج (الأعضاء التناسلية الخارجية) تراكم الإفرازات المهبلية والعرق والبول والتلوث البرازي. وهي مفيدة بشكل خاص للنساء اللواتي يعانين من إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة. كما أن الغسل الخارجي اليومي يمكن أن يقلل من خطر تكرار الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري. فيما يلي بعض النصائح للعناية بالمنطقة الحساسة لدى النساء التي يوصي بها أطباء أمراض النساء والتوليد:
- غسل المنطقة الخارجية مرة واحدة يوميًا (يمكن أن تكون مرتين أثناء الدورة الشهرية) باستخدام صابون سائل لطيف ومضاد للحساسية بدرجة حموضة تتراوح بين 4.2 و 5.6 وماء. هذه المنطقة تفضل ”الماء والصابون“ بدلاً من كمية كبيرة من الصابون حتى لو كان مناسبًا.
- تجنّب استخدام الإسفنج أو المناشف. غسل منطقة الفرج باليد فقط ثم جففها برفق بمنشفة.
- تجنّب استخدام الصابون غير المناسب، جل الاستحمام، المقشرات، حمامات الفقاعات، مزيلات العرق، مناديل الأطفال أو الدش المهبلي.
- عدم استخدام بودرة التلك.
- تغيير الفوط الصحية والحفاضات بشكل متكرر.
- قبل وبعد الجماع، تنظيف الفرج من الأمام إلى الخلف.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة.
- ماذا يحدث إذا قمنا بغسل المنطقة الحساسة بشكل مفرط؟
يُنصح بغسل المنطقة الخارجية مرة واحدة يوميًا (ويمكن أن تكون مرتين إذا لزم الأمر أثناء الدورة الشهرية). مع استخدام صابون حميم لطيف ومضاد للحساسية. وترجع هذه التوصية إلى أن منطقة الفرج والمهبل يجب أن تكون في حالة رطوبة ودرجة حموضة وبكتيريا مثالية لتجنب خطر الإصابة بالتهابات أو اضطرابات في حياتنا الجنسية.
قد يؤدي الإفراط في التنظيف إلى تفاقم أعراض الفرج (مثل أعراض التهاب الجلد التماسي) أو تغيير الظروف الطبيعية للمنطقة الحميمة، خاصة درجة الحموضة و الميكروبيوتا المهبلية. نظرًا للمخاطر المرتبطة بالغسل الداخلي، يعتبر الغسل الخارجي أكثر ملاءمة لصحة المرأة الحميمة.
- هل يُنصح باستخدام "الدوش المهبلي"؟
الدوش المهبلي هو طريقة لغسل المهبل تتمثل في استخدام محلول، يأتي عادة في زجاجة أو كيس، وإدخاله في المهبل عبر أنبوب حيث يتم رش السائل. قد تحتوي المحاليل على الماء والصابون والخل وصودا الخبز وغيرها، بالإضافة إلى العطور. لا يُنصح باستخدام الدش المهبلي لأنه قد يساهم في ظهور التهاب المهبل البكتيري (وهو اضطراب في البكتيريا المهبلية) والتهاب الحوض والانتباذ البطاني الرحمي والالتهابات المنقولة جنسياً. وذلك لأن الدش المهبلي قد يقضي على البكتيريا المهبلية الطبيعية (بالإضافة إلى تغيير درجة الحموضة)، مما يسمح بنمو أنواع أخرى من البكتيريا ”غير الطبيعية في المهبل“؛ كما أن السائل المضغوط في المهبل يساعد على نقل الكائنات الدقيقة من الجهاز التناسلي السفلي إلى الرحم أو قناتي فالوب أو التجويف البطني، مما قد يؤثر على صحة هذه الأعضاء.
هناك بيانات سريرية، مثل دراسة PEACH (2001)، أظهرت أن النساء المصابات بالتهاب بطانة الرحم أو التهاب الجهاز التناسلي العلوي كن أكثر عرضة للخضوع للدش المهبلي من النساء اللواتي لم يخضعن له مطلقًا.
4. هل يُنصح باستخدام الجل المهبلي وغيره من المنتجات عند الإصابة بالتهابات المسالك البولية؟
يُنصح عند الإصابة بعدوى في المسالك البولية بالحفاظ على نظافة المنطقة الحميمة، وغسل الجلد المحيط بالمهبل والشرج (من الخارج) يوميًا وبرفق. باستخدام منتجات مناسبة لهذا الغرض: صابون مضاد للحساسية، ذو درجة حموضة متوازنة، لا يحتوي على عطور ولا يؤثر على البكتيريا الطبيعية. لا يُنصح باستخدام أنواع أخرى من المنتجات مثل الجل الحميمي. كذلك، أثناء الإصابة بعدوى المسالك البولية، يوصى، إلى جانب العلاج الذي وصفه الطبيب، بشرب الكثير من السوائل (خاصة الماء)، والتبول بشكل متكرر، والحفاظ على نظافة المنطقة الشرجية التناسلية.
5. هل يمكن استخدام منتجات النظافة الشخصية المعطرة؟
نعم. هناك العديد من جمعيات أطباء أمراض النساء التي تنصح النساء باستخدام منتجات تنظيف مضادة للحساسية (لا تحتوي على عطور) ذات درجة حموضة متوازنة للتنظيف اليومي للفرج، والتي لا تؤثر على البكتيريا الطبيعية وتكون قد تم اختبارها سريريًا للتأكد من أنها جيدة التحمل. لا يُنصح باستخدام منتجات مثل مزيلات العرق أو الفوط الصحية المعطرة أو الفوط الصحية ذات الرائحة أو الجل المعطر للحميمية وما إلى ذلك في المنطقة الحميمية.
من المهم الإشارة إلى أن المنطقة الحساسة، بسبب بنيتها ورطوبتها وبكتيرياها، لها رائحة مميزة يجب مراقبتها، لأن تغيرها قد يكون علامة على حدوث تغير في الغشاء المخاطي المهبلي. في هذه الحالات، يوصى باستشارة الطبيب أو طبيب أمراض النساء.
6. كيف يمكن الحفاظ على الفلورا المهبلية أو الميكروبيوتا المهبلية؟
بالإضافة إلى التوصيات التي تقدمها الجمعيات النسائية، والتي رأيناها سابقًا، هناك اقتراحات أخرى جيدة للحفاظ على توازن الميكروبيوتا المهبلية، مثل:
- الاهتمام بالنظام الغذائي. تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات على نمو البكتيريا المسببة للأمراض في الجهاز الهضمي والبولي، لذا يجب الحد من تناولها. من بين الأطعمة التي يوصى بتناولها بانتظام للحفاظ على الميكروبيوتا المهبلية الزبادي أو المنتجات المخمرة والمكسرات والأطعمة الغنية بالألياف والأحماض الدهنية من نوع أوميغا.
- شرب كمية كافية من السوائل يوميًا، على الأقل 1.5 لتر، والتي يمكن الحصول عليها من الماء والعصائر الطبيعية والشاي أو المرق. تساعد الترطيب على توازن درجة الحموضة في المنطقة التناسلية والحفاظ على مخاط عنق الرحم والترطيب.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة جدًا. لأن المنطقة الحميمة تتعرض لحرارة عالية وتعرق أكثر، خاصة إذا كانت الملابس مصنوعة من مواد اصطناعية.
- زيارة طبيب أمراض النساء مرة واحدة على الأقل في السنة، وفي حالة ملاحظة أي تغيير في المنطقة التناسلية، اذهبي على الفور إلى هذا الاختصاصي. في بعض الأحيان، قد يوصي طبيب أمراض النساء بتناول بروبيوتيك محدد للمنطقة التناسلية.
7. إذا كنت أعاني من جفاف المهبل، ماذا يجب أن أفعل؟
جفاف المهبل هو ظاهرة شائعة جدًا، وترتبط بشكل أساسي بالنساء المسنات بعد انقطاع الطمث. على الرغم من أنها قد تحدث في أعمار أصغر. عادةً ما يحدث بسبب التغيرات الهرمونية، وتناول موانع الحمل الفموية، وارتداء الملابس الداخلية الاصطناعية، والإجهاد، أو علاجات الأورام مثل العلاج الإشعاعي، من بين أمور أخرى.عادةً ما يكون المهبل مرنًا ومرطبًا بشكل كبير. ولكن بسبب العوامل المذكورة أعلاه، قد يحدث انخفاض في الغشاء المخاطي وتقليل الترطيب والتزليق. وهذا يؤدي إلى حكة أو ألم أو إزعاج. عند ظهور هذه الأعراض، يُنصح باستشارة الطبيب، الذي قد يقترح استخدام المزلقات أو الجل المُعادل للأس الهيدروجيني أو البروبيوتيك أو المرطبات المهبلية، مثل حمض الهيالورونيك الموضعي أو الإستروجين الموضعي.
8. ما هي المرطبات المهبلية وكيفية اختيارها؟
المرطب المهبلي هو لوشن أو كريم أو جل يوضع خارج المهبل وداخله، عادةً مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. الهدف من هذه المرطبات هو موازنة ترطيب الأنسجة وإعادة توازن درجة الحموضة المهبلية. يؤدي الاستخدام المستمر للمرطبات المهبلية إلى تحسين سلامة الغشاء المخاطي وترطيب الأنسجة الكامنة ويسمح بالحفاظ على الطيات والتجاعيد في كل من الفرج والمهبل. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت المرطبات المهبلية فعاليتها في علاج الأعراض البولية التناسلية المحلية، مثل الجفاف والحكة المهبلية والتهيج وعسر الجماع (الألم أثناء الجماع).
أحد هذه المرطبات هو حمض الهيالورونيك. وهو مكون طبيعي للبشرة والأغشية المخاطية (بما في ذلك المهبل)، وتتمثل خصائصه في الحفاظ على ترطيب الأنسجة وصلابتها. أظهرت دراسات مختلفة أن حمض الهيالورونيك يخفف من التهيج المرتبط بالجفاف والحكة وعسر الجماع (ألم أثناء الجماع). بالإضافة إلى موازنة درجة الحموضة في الأنسجة، بنفس القدر الذي يوازنه استخدام الاستروجين الموضعي.
9. هل هناك تمارين لصحة المهبل؟
المهبل مغطى بطبقة عضلية يجب تدريبها مثل أي عضلة أخرى. إن الحفاظ على هذه العضلات في حالة جيدة، والتي تتأثر بمرور السنين والولادات المهبلية، يسمح بالحفاظ على النظام البيئي المهبلي بشكل أفضل ويحسن العلاقات الجنسية، من خلال تعزيز ”تأثير الفخ“ للمهبل على العضو الذكري. يمكن تحسين الحفاظ على هذه العضلات من خلال تمارين كيجل المعروفة، التي تعمل على تقلص عضلات المهبل والحوض.
10. متى يجب إجراء فحص نسائي؟
يجب إجراء الفحص النسائي العادي والروتيني سنويًا. تسمح هذه الوتيرة بالتشخيص المبكر الفعال لسرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي، مثل سرطان الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم. بالإضافة إلى ذلك، تسمح هذه الفحوصات بالتعبير عن المضايقات والشكوك وحل المشاكل الحميدة المزعجة التي يمكن علاجها.
يجب على كل امرأة تبدأ في ممارسة الجنس أن تبدأ في إجراء هذه الفحوصات السنوية، بغض النظر عن عمرها. في أي حال، يجب أن تبدأ هذه الفحوصات من سن 15 أو 16 عامًا، أو قبل ذلك إذا كان هناك أي إزعاج يستدعي ذلك. في هذه الفحوصات النسائية، يمكننا إجراء التشخيص المبكر للأمراض المنقولة جنسيًا وعلاجها بشكل فعال.










