الكمون الأسود، حبة البركة، هو نبات يعود أصله إلى مصر القديمة. له العديد من المراجع التاريخية و التطبيقات في الطب التقليدي. يعرف الكمون الأسود بزيت الفراعنة. كليوباترا و نفرتيتي استخدما زيت الكمون الأسود للعناية بجمالهما.
ماذا تحتوي بذور حبة البركة؟
حبة البركة، المعروفة بالكمون الأسود، هي نبات ينتمي إلى العائلة النباتية الحوذانية. على رغم من أنها نشأت في جنوب و جنوب غرب آسيا، إلا أنها تزرع على نطاق واسع في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و جنوب أوروبا.
تحتوي بذور حبة البركة على تركيز عال من أوميغا 3 و 6 و 9 (أحماض الأوليك، بالميتو لييك، اللينولينيك و اللينوليك)، الأحماض الأمينية (الأرجينين و الليسين)، الكربوهيدرات (الجلوكوز و الأرابينوز)، المعادن (الكالسيوم، الفوسفور و الحديد)، سترول، توكوفيرول، ثيموسين، فيتامين أ و كاروتينات بيتا. تعمل مادة البوليفينول (مثل ثيموكينون) و الأحماض الدهنية (مثل اللينوليك و الأوليك) على تعديل العمليات الالتهابية و تفاعلات الأكسدة التي تحدث أثناء التفاعلات المناعية.
خصائص زيت الحبة السوداء
تتنوع تأثيرات زيت حبة البركة، تبرز فائدته خاصة في عمليات الجهاز المناعي. ظهر مصطلح “التغذية المناعية“، المرتبط بالعديد من النباتات و المكملات الغذائية، خلال العقد الماضي، و يصف الأنظمة الغذائية التي تحتوي على مواد كيميائية معينة في شكل أحماض دهنية و أحماض أمينية عضوية بمفردها أو مجتمعة.
تتم الاستفادة من الحبة السوداء بالطريقة التالية:
- يمكن أن يعمل التأثير المشترك لأوميغا و ثيموكينون على البروستاجلاندين، التي تشارك في الاستجابة الالتهابية.
- يساعد في السيطرة على الهيستامين (المنتج الرئيسي عند المعاناة من الحساسية).
- يلتقط الجذور الحرة يعزز القدرة المضادة للأكسدة.
استخدامات زيت الكمون الأسود
تعود الاستخدامات التقليدية لهذا النبات إلى قدماء المصريين و الإغريق و الرومان. في الأعشاب التقليدية، غالبا ما يشار إلى بذود و زيت حبة البركة كحل طبيعي لمجموعة واسعة من الشكاوي مثل: بحة في الصوت و تهيج الحلق و احتقان الأنف و اضطرابات الجهاز التنفسي و اضطرابات التمثيل الغذائي و حكة الجلد و الدوخة و عملية الهضم.
الكمون الأسود: آفاق جديدة
ثبت أن زيت بذور حبة البركة مفيد جدا للأشخاص الذين يعانون من الربو. لأنه يعمل على المكونات التي تنتجه، و ذلك بفضل مزيج الثيموكينون و الأحماض الدهنية الأساسية (الأوليك، بالميتوليك، اللينولينيك و اللينوليك). في الربو يتسبب المكون الالتهابي مع إطلاق الهيستامين في تقلص القصبات الهوائية مما لا يسمح لمرضى الربو بالتنفس بشكل صحيح.
أظهرت دراسة أجريت عام 2016 في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة، أن زيت حبة البركة قد حسن بشكل كبير من السيطرة كبير على الربو. مع ملاحظة تحسن في وظائف الرئة، و ملف تعريف مقبول للسلامة و التحمل بين المرضى البالغين المصابين.
بالإضافة إلى ذلك، وفقا لنتائج هذه الدراسة، التي تمت الموافقة عليها من قبل لجنتي الأخلاقيات بكلية لندن الجامعية و جامعة الملك عبد العزيز. أظهر زيت حبة البركة، انخفاضا في فرط الحمضيات في الدم (خلايا الدم البيضاء). تلعب خلايا الدم البيضاء الشبيهة بالحمضات دورا مهما في التهاب الربو. و يعتبر تعداد الدم لديهم علامة مهمة في تجارب الربو. يحتاج عدد متزايد من المصابين بالربو إلى تحسين علاجهم.
أفادت دراسة أخرى عام 2005 لأطباء و مرضى الربو العالميين أن 39% من الأفراد المصابين بالربو قاموا بتبديل أدويتهم أو توقفوا عن تناولها بسبب أعراضها الجانبية، و يعتقد 81% من الأطباء أن خيارات العلاج الجديدة مطلوبة. يعد إدخال استراتيجيات علاجية جديدة خطوة أساسية في لتحسين نسبة السيطرة على الربو.