تبدأ عادات تغذية الأطفال في التكون مع بداية مرحلة التمدرس. لذا فمن المهم جدا توعية الأطفال لاكتساب نظام غذائي صحي و متوازن. التوصيات الأساسية هي أن يفور لهم أكل يحتوي على من كل من العناصر المغذية الطبيعية و التحكم في كمية الدهون التي يسببها الاستهلاك المفرط للحلويات التي ترفع من مستوى الكولسترول لدى الأطفال .
التغذية و الأطفال
التغذية الصحية لدى الأطفال تعتمد على نفس المبادئ لدى البالغين. يحتاج جسمنا للفيتامين في كل عمر، زيادة عن المعادن، البروتينات و الدهون لأداء وظائفه بشكل سليم. لكن بالنسبة للأطفال فحاجياتهم من العناصر المغذية تختلف حسب أعمارهم. يجب على الآباء إدراك أهمية التغذية في النمو و محاولة تثقيفهم حول العادات الغذائية الصحية منذ سن مبكرة. الأطفال يتبعون خطوات آبائهم في التغذية (كثيرا ما يعانون الأطفال من السمنة إذا كان الأباء يعانون من هذا المشكل). لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنهم أبدا أكل البيتزا، الهمبرغر، الحلويات أو الشوكولاتة. و لكن يجب الإحتفاظ بذلك في الأوقات المناسبة و بشكل معتدل.
توصي منظمة الصحة العالمية بخفض إستهلاك الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية من السكر مثل المشروبات الغازية و الحلوى و ما ذلك, و استبدال الوجبات الخفيفة السكرية بقطع من الخضراوات و الفواكه النيئة.
فيتامينات من أجل النمو
نظرًا لارتفاع استهلاك الطاقة عند الأطفال خلال فترة النمو و التطور الفكري و الجسدي، تزداد احتياجاتهم الغذائية مقارنة باحتياجات البالغين. لذلك، في الصغر، يحتاج الجسم بشكل خاص إلى البروتينات ذات القيمة البيولوجية العالية و الألياف البروبيوتيك و بعض الفيتامينات و المعادن المتعلقة بالنمو و الجهاز العصبي. يتعلق الأمر بالكالسيوم، الحديد، الزنك، الفوسفور، المغنيسيوم والفيتامينات C، D، B1 و B6.
فيتامينات
في سن النمو والتغيرات الفسيولوجية مثل الطفولة، يعتبر تناول الفيتامينات B1 (الثيامين) و B6 و B12 مفتاحًا لاستقلاب الطاقة و الجهاز العصبي. و بالمثل، يساهم فيتامين ب 12 في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويقلل مع حمض الفوليك (ب9) و حمض البانتوثنيك (ب 5) من التعب و الإرهاق. من ناحية أخرى، فيتامين D ضروري للنمو الطبيعي للعظام و لعمل الجهاز المناعي بشكل طبيعي عند الأطفال، و الفيتامين C يساهم في التكوين الطبيعي للكولاجين في العظام والأسنان.
غذاء ملكات النحل
يعتبر غذاء ملكات النحل من أغنى الأطعمة بالمغذيات. يمكن أن تساعد مساهمته في الأحماض الدهنية غير المشبعة، المشاركين في عمليات الطاقة، الأطفال و المراهقين خاصة خلال الأوقات الصعبة مثل العودة إلى المدرسة و الروتين.
أوميغا للأطفال
يمكن أيضًا تضمين بعض الأوميغا من الزيوت النباتية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6 في مكملات النظام الغذائي بتركيبات خاصة للأطفال. على وجه التحديد، أوميغا بذور الكتان هي أساسا من النوع 3، كونها واحدة من المصادر الطبيعية التي تحتوي على أعلى محتوى من أوميغا 3. زيت بذور الكتان يساعد القلب و الأوعية الدموية و الجهاز الهضمي.
الأوميغا الأخرى ذات الطابع الأساسي لعمل الجسم هي أوميغا 6، و يمثل زيت بذور لسان الثور أحد أعلى المصادر النباتية لأوميغا 6-GLA (حمض جاما لينوليك). أوميغا لسان الثور لها دور في الصيانة الطبيعية لجهاز المناعة.
إرشادات لإتباع نظام غذائي صحي للأطفال
- بروتين: توجد في الأسماك، اللحوم، الدواجن الخالية من الدهون، البيض، منتجات الصويا، الفواكه الجافة، والبذور غير مملحة.
- تحث منظمة الصحة العالمية و منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة على تناول حوالي 400 غرام من الفواكه و الخضر يوميا. ما يعادل في الأطفال، من عام إلى عامين، حوالي 3 حصص يومياٌ. أما بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين حوالي خمسة حصص. بينما يجب أن يتناول الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 4 سنوات، وكذلك المراهقون، أكبر عدد ممكن من الفواكه و الخضروات.
- الحبوب: الحبوب الكاملة، مثل خبز القمح الكامل، دقيق الشوفان، الفشار، الكينوا، الأرز البني أو البري. قلل من استهلاك الحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض و المعكرونة و الأرز.
- تجنب المنتجات فائقة المعالجة أو المعبأة و السكريات المضافة: أيضا الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الزبد.
السمنة لدى الأطفال
في السنوات الأخيرة، النظام الغذائي لأطفال المدارس تغير بشكل جد ملحوظ. أدى إرتفاع السكريات المصنعة إلى إنخفاض إستهلاك الحبوب، الخضر و الفواكه. ما جعل عدد حالات السمنة و زيادة الوزن لدى الأطفال تتكاثر. عندما تحدث زيادة الوزن في سن مبكرة فمن المحتمل المعاناة من هذا المشكل في البلوغ أيضا. إستشارة أخصائي التغذية قد يكون الخيار الأفضل لمساعدة الأطفال في الحفاظ على عادات الأكل الصحية.
اليوم يبدأ بالإفطار
يجب أن نتذكر أن الإفطار هو أول وجبة في اليوم بعد ساعات “الصيام” الليلية. لذلك يجب أن يمد الجسم بجميع العناصر الغذائية والطاقة التي يحتاجها لكي يبدأ اليوم بكل قوة. يوصى بأن يتناول الأطفال وجبة إفطار متكاملة كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة. عدم تناول وجبة الإفطار و الانتظار حتى وجبة الغذاء في منتصف اليوم يعني عدم تناول أهم وجبة في اليوم.
عودة الأطفال إلى المدرسة و الروتين
تشكل العودة إلى المدرسة تغييرًا مهمًا في روتين الأطفال الصغار، لذلك من الطبيعي أن يشعروا بمزيد من التعب. الشهر الذي يبدأ فيه الاستيقاظ المبكر مرة أخرى، و حمل حقائب الظهر الثقيلة والعمل خلال ساعات الدروس الطويلة و الأنشطة المختلفة على مدار اليوم.
في بعض الأحيان، في نهاية اليوم الدراسي، يكون الطفل في حاجة إلى الذهاب إلى حصص إضافية أو القيام بتمارين من أجل النشاط البدني. لهذا السبب فإن التغذية الكافية هي عامل مهم للصغار لكي يتمتعوا بالقوة و الطاقة طوال اليوم. يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الأطفال يتواجدون في مرحلة النمو و التطور السريع، و من هنا أهمية تناول العناصر الغذائية الكافية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يستثمرون كميات هائلة من السعرات الحرارية في نشاطهم البدني الدؤوب، و التي يجب استعادتها من خلال نظام غذائي متنوع و كامل، للحفاظ على نموهم الكافي و مستويات الطاقة و الذاكرة.