فقدان الذاكرة

من منا لم ينسَ يومًا أخذ مفاتيح المنزل أو الهاتف المحمول أو أي عنصر من قائمة المشتريات؟ جميعنا ننسى أشياء عدة مرات في اليوم أو نفقدها بسبب عدم تذكرنا أين وضعناها. لكن كيف نعرف ما إذا كان هذا أمرًا طبيعيًا بسبب التشتت البسيط أو إذا كان بسبب مشكلة أكبر؟

ما هو فقدان الذاكرة؟

فقدان الذاكرة هو عدم القدرة على التعرف على المعلومات المكتسبة مسبقًا. هذا “الخلل” الواضح في بعض الأحيان يتعلق فقط بآلية اعادة ضبط الدماغ لتجنب تشبع المعلومات غير ذات الصلة. على الرغم من أنه مع مرور الوقت، فإن قدرتنا على التذكر تتضاءل تدريجياً.

أنواع فقدان الذاكرة

أثناء الشيخوخة، تنخفض كفاءة الأداء الإدراكي، وهو ما يمكن أن يرتبط بفقدان الذاكرة الذي يعتبر أمرًا طبيعيًا. حالات النسيان المرتبطة أساسًا بالعمر والتي لا تمنع تطور الأنشطة اليومية، يمكن أن تحدث في الوقت المحدد دون أن تكون مرتبطة بأي حالة. اعتمادًا على مدة فقدان الذاكرة الناتج، يمكن أن يحدث في شكلين:

  • فقدان الذاكرة العابر: هناك حالات معينة يمكن أن تسبب أعراضًا مثل النسيان أو فقدان الذاكرة قصيرة المدى. على سبيل المثال، على المستوى الجسدي، قد يكون ذلك بسبب نقص بعض العناصر الغذائية، أو استهلاك الكحول، أو الجفاف، أو التفاعل مع مركبات معينة أو إصابات الرأس. قد تكون هناك أيضًا مواقف على المستوى العاطفي تؤثر على الذاكرة، مثل فترات التوتر أو المواقف المؤلمة أو الأحداث المهمة.
  • فقدان الذاكرة الدائم: يحدث فقدان الذاكرة غير القابل للعكس في حالات الخرف أو بعض الحالات مثل مرض الزهايمر.

فقدان الذاكرة المفاجئ

حالات الارتباك وفقدان الذاكرة المفاجئ التي تدوم عدة ساعات، والمعروفة أيضًا بفقدان الذاكرة الشامل العابر، تحدث عادةً نتيجة لحالات معينة من اليقظة. خلال هذه النوبات، لا يتمكن الشخص من توليد ذكريات جديدة، وبالتالي لا يستطيع تذكر أحداث الماضي القريب والحاضر. على سبيل المثال، عدم تذكر سبب الذهاب إلى مكان معين أو كيف وصلت إلى هناك. وعادة ما تصيب البالغين في منتصف العمر أو كبار السن وعادة ما تتحسن هذه النوبات في غضون ساعات قليلة، وفي بعض الحالات من الممكن البدء في تذكر الأحداث التي حدثت أثناء النوبة بشكل كامل.

أسباب فقدان الذاكرة عند البالغين

الأسباب الأكثر شيوعًا لفقدان الذاكرة هي التغيرات في وظائف المخ بسبب الشيخوخة الطبيعية أو الضعف الإدراكي الخفيف أو الخرف. على الرغم من أن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى فقدان الذاكرة،. دعونا نلقي نظرة على الأسباب الأكثر شيوعًا لفقدان الذاكرة:

العوامل الطبية التي تؤثر على الذاكرة

  • الشيخوخة: مع تقدمنا ​​في العمر، تحدث تغيرات في وظائف المخ، ومن بينها يمكن أن نسلط الضوء على انخفاض أداء الذاكرة. بشكل عام، يتم تقليل القدرة على تخزين الذكريات الجديدة، ويلزم تكرار أكبر للمحفزات للتمكن من تخزينها. وكل هذا يعني أنه يجب على الأشخاص بذل جهد أكبر لاستعادة الحقائق أو الذكريات.
  • ضعف إدراكي خفيف: وهو ضعف في الذاكرة أكبر من ذلك المطابق للعمر، ولكنه أقل مما هو عليه في حالات الخرف، وهو ليس خطيرًا بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية. ومع ذلك، على مر السنين يمكن أن يؤدي إلى الخرف.
  • الخرف: في هذه الحالات، يتميز فقدان الذاكرة بـ “محو كامل” للحدث وليس فقط التفاصيل، مما يمثل خللًا شديدًا في الأداء المعرفي. يؤثر هذا النوع من الخلل الوظيفي على المهام اليومية، حيث يمكن أن يسبب صعوبة في تذكر كيفية القيام بالأشياء الشائعة، وكيفية الوصول إلى الأماكن المألوفة أو نسيان الالتزامات…
  • هناك أسباب أخرى يمكن أن تسبب فقدان الذاكرة المرتبط بها، مثل بعض المركبات التي تسبب الارتباك أو النسيان، أو حالات مثل قصور الغدة الدرقية، ونقص فيتامين ب 12، وإصابات الدماغ الخفيفة أو إصابات الدماغ المؤلمة، والسكتة الدماغية، وما إلى ذلك.

تأثير التوتر والاكتئاب على الذاكرة

الضغوطات على المستوى الشخصي و العملي، بالإضافة إلى التغيرات البيئية أو الغذائية الأخرى تتداخل أيضًا مع تكوين و استعادة الذاكرة. يحدث هذا لأنه خلال هذه المواقف العصيبة، تركز المخاوف على هذا الظرف المحدد. تؤثر هذه الحالات المعروفة باسم الضغوطات على الذاكرة بعدة طرق، وهناك حالات يمكن فيها تفضيل سعة الذاكرة عندما يكون الضغط خفيفًا إلى متوسط ​​الشدة وقصير المدة.

يمكن أن تتداخل الاضطرابات العاطفية والمزاجية مثل الاكتئاب أو القلق مع القدرة على الانتباه والتركيز، مما قد يؤدي إلى عدم القدرة على إنشاء ذكريات جديدة والاحتفاظ بها على المدى القصير. في حالة الاكتئاب، يمكن أن يسبب فقدان الذاكرة مشابهًا للخرف، على الرغم من أن الاختلاف الرئيسي مع هذه الحالة هو أنه في فقدان الذاكرة المرتبط بالاكتئاب، هناك وعي بفقدان الذاكرة. لا يوجد نسيان للأحداث الهامة أو الجارية.

التعامل مع فقدان الذاكرة

إن دماغنا عبارة عن عضلة تتطلب العناصر الغذائية لكي تؤدي وظيفتها بشكل سليم. تناول نظام غذائي صحي، إلى جانب الراحة الكافية وممارسة التمارين الرياضية،  مفيد للجسم بأكمله، بما في ذلك الدماغ. في الحالات التي يبدأ فيها إدراك المواقف التي لا تؤدي فيها الوظيفة المعرفية بشكل كافٍ، هناك بعض الإرشادات التي يمكننا تنفيذها لمساعدتنا، مثل:

  • احرص على الانتباه أو تعلم حقائق جديدة كل يوم.
  • اتبع روتينًا يوميًا وقم بإعداد قوائم بالمهام التي يجب القيام بها.
  • تجنب المواقف العصيبة أو تعلم كيفية إدارتها من خلال الأنشطة التي تساعد على استرخاء العقل.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم وحاول اتباع نفس روتين النوم كل يوم.
  • اطلب المساعدة إذا شعرنا بمشاعر سلبية أو حزن مستمر.
  • اقضِ بعض الوقت مع الأصدقاء أو العائلة وقم بالأنشطة الجماعية.
  • قم بإجراء تمارين لتمرين الدماغ مثل الألغاز، والبحث عن الكلمات، وتذكر الأحداث الماضية، والقراءة، وربط الصور بالاستخدامات أو التواريخ.