يعرف معظم الناس أن النحل يقوم بصناعة عسل النحل. لكن هل فكرت يومًا شيء آخر غير العسل الذي يمكن أن ينتجه النحل؟. يقوم النحل أيضا بصناعة مادة البروبوليس أو ما يعرف أيضا بالعكبر. مادة ذات لون بني مخضر و ملمس لزج، يستخدمه النحل كمعطف و واقٍ عند بناء خلايا النحل.
بالعودة إلى عصور الحضارات القديمة، فإن العكبر كان يستخدم لأغراض طبية، فاليونانيون كانوا يستخدمونه عندما يحتاجون إلى علاج للخراجات، و كان يستخدمه المصريون في عملية تحنيط المومياوات، و الآشوريون في علاج الجروح و الأورام لأنهم كانوا يعتقدون أنه يساعد في محاربة و إيقاف العدوى و جعل عملية الشفاء أسرع.
ما هو البروبوليس؟
كلمة بروبوليس تأتي من اليونانية حيث أن “برو” تعني “أمام” أو “عند المدخل” و “بوليس” تعني المجتمع” أو “المدينة”، مما يعني المادة الحافظة للخلية. هو راتنج شمعي، بتركيبة معقدة و لزجة، يصنعه النحل و يستخدمه في بناء الخلية و إصلاحها و عزلها و حمايتها.
أهمية البروبوليس في خلايا النحل
يطلق على البروبوليس أيضا اسم “صمغ النحل”، و هو مادة راتنجية طبيعية (تشبه الشمع) موجوده في خلايا النحل كمادة تدعيم لإغلاق المساحات المفتوحة و الشقوق التي تحدث في خلايا النحل. يعمل “كمنظف و مطهر” لحماية يرقات النحل و مخازن و أقراص العسل. و بالمثل، يمنع البروبوليس الماء من دخول الخلية، مما يحافظ على ثبات الرطوبة و يعمل أيضا على التحكم في تدفق الهواء إلى الخلية.
كيف ينتج النحل البروبوليس؟
يتم جمع البروبوليس من قبل النحل العامل من إفرازات راتنجية عديدة للنباتات، مثل الصمغ و اللثة و الراتنجات و الأطر، و كذلك من براعم أوراق الأنواع النباتية المختلفة مثل النخيل، الصنوبر الألدر، الحور، الزان، الصنوبرية و البتولا، ثم يخلط مع الإفرازات اللعابية و الإنزيمية.
تركيبة البروبوليس
يتكون البروبوليس أساسا من الراتنج (50%) و الشمع (30%) و الزيوت الأساسية (10%) و حبوب اللقاح (5%) و المركبات العضوية الرئيسية الأخرى (5%). المركبات الفينولية، الفلافونويد، التربين، من بين أمور أخرى، هي المركبات العضوية الرئيسية الموجودة في البروبوليس.
تم اكتشاف اثني عشر نوعا مختلفا من مركبات الفلافونويدفي مستخلصات البروبوليس، مثل: بيوسيمبرين، كايمبفيرول، أبجينين، كاتشين، ناريجين، جالانجين و كيرسيتين؛ اثنين من الأحماض الفينولية، و حمض الكافيك و حمض سيناميك، و مشتق ستيلبين يسمى ريسفيراتول.
لماذا يجب أن نتناول البروبوليس؟
أظهرت العديد من الأبحاث أن البروبوليس لديه الكثير من الفوائد لجسم الإنسان. فيما يلي بعض الفوائد و المزايا لتناوله:
- أثبتت الدراسات المخبرية أن له نشاطًا مضادًا للأكسدة، نظرًا لوجود مكونات الفلافونويد من أصل نباتي الموجودة في البروبوليس.
- أظهر البروبوليس فوائده في الحد من تطور البلاك البكتيري الذي يسبب التهاب دواعم السن بسبب آثاره “التطهير الطبيعي”. تعتبر مستخلصات البروبوليس مفيدة جدًا أيضًا في رائحة الفم الكريهة، و هي حالة يعاني فيها الفرد من رائحة الفم الكريهة بسبب سوء نظافة الفم.
- يستخدم على نطاق واسع في منتجات الأمراض الجلدية مثل الكريمات و المراهم. يعتمد استخدامه في منتجات العناية بالبشرة على تأثيره على تجديد البشرة و إصلاحها، مع قدرة تحمل ممتازة للبشرة. اقترحت العديد من الدراسات أن هذه الأنشطة ترجع إلى تأثيرها المضاد للأكسدة.
- لقد تم استخدامه في المستحضرات الصيدلانية العشبية المختلفة، جنبًا إلى جنب مع إشنسا أو العسل أو غذاء ملكات النحل، لإزعاج الجهاز التنفسي.
ما هي استخدامات؟
في العقود القليلة الماضية، اكتسب البروبوليس شعبية متزايدة كغذاء صحي في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة و اليابان و الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح غذاءً ذا أولوية لرفاهية الإنسان.
في صناعة المواد الغذائية يتم استخدامه في مستحضرات لا حصر لها لمساهمته الغذائية و فائدته في تكنولوجيا حفظ الأغذية. كما أن استخدامه في المجال الصيدلاني منتشر على نطاق واسع لأنه موجود كإضافات و للتآزر مع بعض المستحضرات العلاجية.
التطبيقات الجلدية و التجميلية هي استخدامات شائعة أخرى للعكبر و مستخلصاته. تمت دراسة آثاره على تجديد الأنسجة، مما يوفر العديد من الفوائد في تطبيقات التجميل المختلفة.
كيف يستخدم بروبوليس؟
يمكن تناول البروبوليس في مستحضرات مختلفة (كبسولات، قوارير سائلة عن طريق الفم، إلخ)، و كذلك يتم وضعها في الكريمات و المراهم أو التركيبات الموضعية الأخرى.
أظهر البروبوليس ملفًا جيدًا للسلامة. و لا تضع الوكالة الإسبانية لشؤون المستهلك و سلامة الأغذية و التغذية حدودًا قصوى لاستهلاك هذا المكون.
كم هي الكمية الموصى بها؟
من المهم معرفة أن مضغ كميات كبيرة من البروبوليس النيء يمكن أن يسبب الغثيان و اضطرابات الجهاز الهضمي. أيضًا، نظرًا لأنه منتج مشتق من النحل، فمن المهم التحقق مما إذا كانت هناك أي حساسية خاصة لمنتجات النحل (حبوب اللقاح و العسل و ما إلى ذلك) قبل تناولها.